يمكن أن تكون هناك مشكلة حقيقية تمنعك من التواصل مع الدوائر الاجتماعية المحيطة بك، وتحرمك من الإستفادة من الكثير من الخبرات والتجارب التي كان من الممكن أن يكون لها دور كبير في صقل شخصيتك وإنضاج كيانك، وهذه المشكلة تتمثل في الخجل الزائد عند التعامل مع الناس.
في البداية لابد أن تدركي بشكل جيد أن الخجل الزائد ليس بالمشكلة البسيطة التي تستطيعين أن تتغلبي عليها وتواجهينها وتتخلصي منها خلال وقت بسيط، وإنما هو طبع يكون متأصلاً في شخصيتك أو نما معك منذ طفولتك وبالتالي فهو يحتاج إلى إرادة قوية وجهد ووقت طويل حتى تستطيعي أن تخففيه.
ـ حاولي أن تفكري بشكل متعمق في الأسباب والدوافع الرئيسية والجذرية وراء هذا الحجل الزائد، لأن الخجل الزائد ليس معناه أنك تميلين إلى الإنطواء أو أنك لا تتمتعين بالثقة بالنفس، وإنما الخجل الزائد معناه أنك تشعرين بالضيق وعدم الراحة وتفقدين إمكاناتك وقدراتك ومواهبك إذا كنت في بؤرة الضوء.
ـ بداية عليك أن تتوقفي عن تقييم نفسك طوال الوقت لأنك تصرين على أن تتوقعي الصورة التي يمكن أن يراك الآخرون عليها في كل لحظة، وهذا يدفعك إلى مزيد من الخجل والقلق.
ـ لا تشغلي بالك كثيراً بالصورة التي كونها الآخرون عنك وأنهم صنفوا شخصيتك في إطار الخجل الزائد عن الحد، ويساعدك على ذلك أن تعملي دوماً على إيجاد دوائر إجتماعية جديدة وأنشطة وممارسات وهوايات متجددة.
ـ إكتشفي نفسك وحددي بالضبط ما هي المثيرات التي تضعك في هذا الخجل الزائد عن الحد، هل تشعرين بالخجل الزائد إذا كنتي في صحبة شخصيات جديدة لم تتعرفي عليها مسبقاً؟ أم عندما تكونين مقبلة على دخول مكان جديد لأول مرة؟ أم أن الخجل الزائد يكون مرتبطاً داخلك بالإقبال على موضوع جديد أو مهمة يكلفك بها من تعتزين بهم وتقدرين وجودهم في حياتك؟
ـ عندما تشعرين أن أكثر شيء يسبب لك هذا الخجل الزائد هو أن تضطري للحديث أمام الآخرين، فعليك أن تذكري نفسك دوماً بأنه ليس المهم في هذه الحالة تقييم الناس لكلامك أو إقتناعهم من عدمه بما تقولين وإنما المهم أن تكوني قد عبرتي عما تريدين قوله وألا تتحدثي لمجرد الحديث ولكن إذا كانت بالفعل هناك أفكار معينة يهمك أن تعبري عنها أو تعلنيها بوضوح.
ـ توقفي عن التركيز على نفسك وإجعلي أغلب تركيزك على الآخرين فكلما قل معدل نظرك إلى نفسك وتقييمك لما تقولين أو تفعلين كلما ساعدك ذلك على التخلص من الخجل الزائد الذي يصيبك، ومما يساهم في ذلك أن تبدأي في تحليل شخصيات الآخرين بينك وبين نفسك وتحاولي أن تتحدثي حديثاً داخلياً مع نفسك.
ـ إستخدمي الخيال في تصور نفسك وأنت تحققين النجاحات المتوالية، لأن هذا الخيال يمكن أن بأخذ بيدك بالتدريج يوماً بعد يوم نحو مزيد من الإعتزاز بالنفس والقدرة على التغلب على الخجل الزائد.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المراة.